يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ سبب نزول: سؤال الناس عن الحكمة من تغيُّر القمر أن جماعة من المسلمين سألوا النبي ﷺ عن الأهلة لم تبدأ صغيرة ثم تكبر حتى تصير بدرًا، ثم تعود فتنقص؟ ليس سؤالهم عن "كيفية خلق القمر"، بل عن حكمة تغيّره وانتقاله من حال إلى حال فأنزل الله جوابا قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ جعل الله الأهلة علامات للناس يعرفون بها أوقات دينهم ومعاملاتهم ومن ذلك مواعيد الصوم والفطر أجل الديون الزكاة عدّة النساء مواقيت الحج الحكمة من الأهلة: أنها تقويمٌ للعبادات والمعاملات وَالْحَجِّ أي هي مواقيت كذلك لشهور الحج (شوال، ذو القعدة، ذو الحجة) وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا كان العرب إذا أحرموا بالحج لا يدخلون بيوتهم من أبوابها، بل من خلفها أو من نقب في الجدار، يظنون أن ذلك من البرّ فنهى الله عنه ليس البرّ ما كنتم تفعلونه من دخول البيوت من ظهورها إذا أحرمتم إنما البرّ طاعة الله وترك العادات الجاهلية وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى البر الحقيقي هو تقوى الله، والعمل بطاعته، وترك معاصيه وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا أي ادخلوا البيوت من أبوابها في الإحرام وفي غيره وقوموا بالأمور على وجهها الصحيح، واتركوا ما كنتم عليه من البدع وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ الفلاح يتحقق بالتمسك بأمر الله وترك الجاهلية والابتداع