المشهد الأول
الحصة انتهت… لكن الفكرة بدأت
بين الشهادة والريادة: حكاية التحوّل القادم
الحصة انتهت… لكن الفكرة بدأت
كان الصف هادئًا بعد انتهاء الحصة.المعلم خرج قبل دقائق، وبقي أثر الطباشير على السبورة مثل خطوط لم تكتمل.جلس 👨🎓 سامي في مقعده الأخير، ينظر إلى عبارة كتبها المعلم قبل أن يغادر:
"ماذا تريد أن تكون بعد خمس سنوات؟"
الكلمة الأخيرة — تكون — ظلت ترنّ في ذهنه.
منذ بداية العام، والحديث كله حول الجامعات، الدرجات، الاختبار القادم، والكلية المناسبة.لكن اليوم، ولأول مرة، شعر سامي بأن السؤال أكبر من الكتب، أكبر من الاختبار، أكبر من الدرجات نفسها.
أغلق سامي حقيبته ببطء، ثم عاد وفتحها كمن نسي شيئًا.مدّ يده وأخرج جهازه اللوحي، ضغط على أيقونة المساعدة الدراسية، توهجت الشاشة، فظهرت واجهة مساعده الذكي.
🤖 الذكاء الاصطناعي:يبدو أنك تفكّر…هل أثّر فيك سؤال المعلم؟
👨🎓 سامي بتنهيدة قصيرة:نعم.سؤال بسيط… لكنه أربكني.أنا أعرف ما يجب أن أفعله الآن: أحصل على درجات عالية، شهادة قوية، جامعة جيدة.لكن… ماذا يجب أن أكون؟لا أحد يشرح هذا.
🤖 الذكاء الاصطناعي:وماذا تريد أن تكون؟
👨🎓 سامي:لا أعلم.الجميع يقول: “الشهادة أولاً”.كأن الشهادة هي الطريق الوحيد.لكن عندما كتب المعلم تلك الجملة، شعرت فجأة أن الطريق ربما ليس واحدًا… وربما لا يبدأ بالشهادة أصلًا.
🤖 الذكاء الاصطناعي:لهذا تسألني اليوم… عن الطريق الآخر؟
👨🎓 سامي:نعم.هل يمكن أن يكون هناك طريق يبدأ… من غير شهادة؟طريق يبدأ من شيء آخر؟شيء يمكن أن أتعلمه أو أصنعه أو أكتشفه؟
🤖 الذكاء الاصطناعي:ربما…وهذا يعتمد على ما تبحث عنه أنت، لا على ما يُفرض عليك.
👨🎓 سامي:
أنا فقط أشعر بأن كل شيء مضبوط… وكأن الطريق مرسوم قبل أن أفكر فيه.
علامات عالية، شهادة، جامعة… نفس الكلام الذي نسمعه كل عام.
🤖 الذكاء الاصطناعي:
وهل تشعر أن هذا الطريق يناسبك؟
أم أنك تمشي فيه لأن الجميع يمشي؟
👨🎓 سامي ينظر إلى السبورة، حيث بقي السؤال مكتوبًا بخط واضح:
"ماذا تريد أن تكون بعد خمس سنوات؟"
ويتردد قبل الإجابة:
لا أعرف…
كنت أظن أن الإجابة جاهزة… لكن الآن أشعر أنها ليست كذلك.
🤖 الذكاء الاصطناعي:
وهنا تبدأ المسألة يا سامي.
أحيانًا لا يكون السؤال صعبًا… لكن الصعوبة في أنك أول مرة تسمح له أن يدخل إلى داخلك.
👨🎓 سامي:
لكن… ماذا لو أخطأت؟
ماذا لو اخترت طريقًا لا يناسبني؟
الشهادة على الأقل تبدو طريقًا مفهومًا.
🤖 الذكاء الاصطناعي:
الاختيار لا يكون خطأ أو صوابًا من البداية.
الاختيار يصبح صوابًا عندما تبذل فيه جهدًا، وتفهم نفسك أثناء السير فيه.
ثم إن الطريق التقليدي ليس دائمًا الطريق الصحيح للجميع.
هناك من يبدأ بالشهادة، وهناك من يبدأ بالمهارة، وهناك من يبدأ بفكرة صغيرة.
👨🎓 سامي:
فكرة صغيرة؟
أيعقل أن يبدأ مستقبل شخص من فكرة ولا يحتاج شهادة قوية؟
🤖 الذكاء الاصطناعي:
لم أقل إن الشهادة بلا قيمة.
لكن قلت إن قيمتها تغيّرت.
في هذا الزمن، هناك طلاب في سنّك بدأوا مشاريع صغيرة، أو تعلموا مهارة واحدة بجدية، ثم نمت هذه المهارة حتى أصبحت طريقهم.
👨🎓 سامي:
المعلم دائمًا يقول لنا إن المستقبل يختار من يستعد له…
لكنني أشعر الآن أنني لا أعرف كيف أستعد.
🤖 الذكاء الاصطناعي:
الاستعداد يبدأ بأن تعرف ما الذي يجعلك تتحرك.
هل تتحرك لأن المدرسة تدفعك؟
أم لأنك تريد أن تبني شيئًا يخصك أنت؟
🤖 الذكاء الاصطناعي:
الاستعداد يبدأ بأن تعرف ما الذي يجعلك تتحرك.
هل تتحرك لأن المدرسة تدفعك؟
أم لأنك تريد أن تبني شيئًا يخصك أنت؟
👨🎓 سامي ينظر إلى الطاولة، ثم إلى السؤال على السبورة مرة أخرى.
في داخله إحساس جديد… كأنه يسمع صوته لأول مرة، ولا يسمع ما يطلبه الآخرون منه.
👨🎓 سامي:
أظن أنني لم أسأل نفسي هذا السؤال من قبل.
أنا دائمًا أسمع أن الطريق هو الشهادة…
وأن الشهادة هي المفتاح الذي يفتح المستقبل.
🤖 الذكاء الاصطناعي:
وهل تريد أن تسمع رأيي أم تسمع ما تعرفه بالفعل؟
👨🎓 سامي بابتسامة خفيفة:
أريد أن أسمع رأيك…
لكن احذر، أنا ما زلت متمسكًا بالشهادة.
🤖 الذكاء الاصطناعي:
ولا ألومك.
الشهادة لها قوة… والقوة تأتي من ثلاثة أمور.
👨🎓 سامي:
ثلاثة؟ ما هي؟
🤖 الذكاء الاصطناعي:
أولًا: تمنحك ترتيبًا واضحًا.
أنت تعرف الكتب التي تدرسها، تعرف الاختبارات التي ستواجهها، تعرف المراحل قبل أن تبدأ.
هذا النوع من الوضوح يمنحك راحة.
👨🎓 سامي:
صحيح… أنا أحب أن أعرف الخطوة القادمة.
🤖 الذكاء الاصطناعي:
ثانيًا: الشهادة تضعك في مكان آمن.
لا أحد يشكّك في أنك درست واجتهدت ونجحت.
الناس يفهمون هذا الطريق، ويثقون به.
👨🎓 سامي:
نعم… أشعر أن المجتمع كله يقدّر الشهادة.
🤖 الذكاء الاصطناعي:
وثالثًا: الشهادة تفتح لك أبوابًا جاهزة.
جامعات، وظائف، فرص تدريب…
كأنها بطاقة دخول.
👨🎓 سامي:
إذًا أنت تؤكد ما أقول!
الشهادة مهمة، ولها وزن، والجميع يحتاجها!
🤖 الذكاء الاصطناعي:
لم أقل إنها بلا وزن…
لكن السؤال ليس: هل الشهادة مهمة؟
السؤال هو: هل هي الطريق الوحيد… أم أحد الطرق؟
يسود الصمت لحظة.
سامي يشعر أن الحوار بدأ يدخل منطقة جديدة، منطقة لم يكن مستعدًا لها تمامًا.
👨🎓 سامي:
وما الذي يجعلها ليست الطريق الوحيد؟
🤖 الذكاء الاصطناعي:
لأن العالم تغيّر يا سامي.
لأن الفرص أصبحت تُبنى… لا تُنتظر.
لأن بعض الطلاب اكتشفوا أنهم يستطيعون أن يصنعوا طريقًا قبل أن يحصلوا على أي شهادة.
طريق يبدأ من مهارة… من فكرة… من شيء صغير يتعلّمونه بإتقان.
👨🎓 سامي:
فكرة صغيرة تصنع طريقًا؟
هذا يبدو مبالغًا فيه.
🤖 الذكاء الاصطناعي:
سأبرهن لك.
لكن دعني أسألك أولًا:
هل رأيت يومًا أحد زملائك يتعلم شيئًا بنفسه ثم يستخدمه في شيء مفيد؟
👨🎓 سامي:
نعم… أحمد تعلم تصميم الفيديوهات وأصبح يجني مالًا بسيطًا من حسابات صغيرة.
وماجد بدأ يساعد طلابًا في الرياضيات من خلال فيديوهات قصيرة.
🤖 الذكاء الاصطناعي:
وكم شهادة احتاجوا لها كي يفعلوا ذلك؟
يتوقف سامي للحظة… ثم يرفع رأسه ببطء.
👨🎓 سامي:
لا شهادة.
🤖 الذكاء الاصطناعي:
إذن… هل بدأت ترى أن الطريق يمكن أن يبدأ من مكان آخر؟