1) لأنها لا تُتمّ معناها بنفسها
يقول النحاة:
الفعل التام هو ما يدل على حدث وزمان مكتملين،
أما “كان” فلا تدل على حدث قائم بنفسه؛ فهي لا تصف فعلاً يحدث، فلا نقول: كان زيدٌ وتسكت؛ لأن المعنى يظل ناقصاً في ذهن السامع.
فهي تحتاج إلى اسم يرفع نقصها، وخبر يتمّ معناها.
ولهذا قالوا: «سُمِّيَت ناقصةً لنقص معناها».
2) لأنها “رابطة” لا منشئة لحدث
من أجمل التعليلات الحديثة:
“كان” ليست فعلاً يُحدث شيئاً، بل هي رابطة تربط بين المبتدأ والخبر في إطار زمني.
هي أشبه بجسر يربط “زيداً” بصفة أو حال في الزمن الماضي:
• كان زيدٌ ناجحاً
لا يوجد حدث “كان” لكنها تربط الصفة (ناجحاً) بصاحبها (زيداً) في زمن معين.
3) لأنها تعمل عمل الأفعال مع افتقادها لمعنى الحدث
قال ابن هشام وأبو حيان:
دلّت على الزمن فقط، لا على الحدث، ولهذا احتاجت إلى خبر يُكملها.
الفعل عادةً = حدث + زمن
أما “كان” = زمن فقط → فُقِد الحدث → “ناقصة”.
4) لأن معناها يتغيّر ويتحدد بالخبر
من أجمل التعليلات البلاغية:
“كان” لا تعطي معنى محدداً إلا بعد ظهور الخبر.
فالخبر هو الذي يحدد هل كانت:
• وجوداً
• صفة
• حالاً
• استمرارية
• انقطاعاً
مثال:
• كان الجوُّ جميلًا → الجمال هو الذي أعطى الجملة معناها
• كان الرجلُ مريضاً → المرض هو الذي حمل المعنى
إذن “كان” تنتظر الخبر ليصنع المعنى، ولذلك عُدّت ناقصة.
5) لأنها تحتفظ بعملها دون أن يكون لها مصدر
من أجمل التفسيرات النحوية:
الأفعال التامة يُشتقّ منها مصدر يعمل عمل الفعل،
لكن “كان” لا مصدر لها يُستغنى به عنها، مما يدل على أنها غير مكتملة المعنى بذاتها.
6) لأن استعمالها الأصلي هو “الدلالة على الزمن” فقط
تاريخياً (في العربية القديمة):
كانَتْ في الأصل ظرفاً زمنياً ثم تطوّر استعمالها حتى صارت فعلاً يدل على الزمن دون الحدث.
فتطورها التاريخي يفسّر نقص معنى الحدث فيها.
7) لأنها لا تُعطي حكماً إسنادياً كاملاً
الجملة الاسمية تعطي حكماً كاملاً:
• زيدٌ عالمٌ (إسناد تام)
لكن مع “كان”:
• كان زيدٌ …
لا يوجد حكم حتى يأتي الخبر → إذن “الحكم ناقص”، وهذا سبب نحوي قوي.
أفضل صياغة شاملة للتعليل (مختصرة):
سُمّيت “كان” ناقصة لأنها لا تدل على حدث قائم بنفسها، بل تدل على الزمن فقط، ولا تتم فائدتها إلا باسم وخبر. فهي رابطة زمنية بين المبتدأ والخبر، ولا تعطي حكماً تاماً إلا باستكمال عناصرها.