إن الذكاء الاصطناعي، الذي أحدث ثورة في الفن والكتابة، يسير بخطى متسارعة نحو لعب دور كبير في البحث العلمي وقد يصل يومًا إلى مستوى يُنافس فيه العلماء البشر على جوائز نوبل.
1. مبادرات لبناء “عالِم ذكاء اصطناعي”
- في عام 2021 أطلق العالم الياباني هيرواكي كيتانو تحدّي Nobel Turing Challenge بهدف تطوير عالم قائم على الذكاء الاصطناعي قادر على إنتاج بحث يستحق نوبل بحلول 2050.
- يعمل الباحثون حاليًا على ما يقارب 100 روبوت علمي.
2. الروبوتات العلمية الأولى: “آدم” و”إيف”
- في 2009 قدّم الباحث روس د. كينغ روبوتًا علميًا اسمه آدم: يضع فرضيات. يصمّم تجارب. ينفّذها ويحلل نتائجها ذاتيًا. اكتشف وظائف جينات جديدة في الخميرة (اكتشافات متواضعة لكنها غير تافهة).
- روبوت آخر، إيف، صُمم للبحث في أدوية الملاريا.
3. حدود الذكاء الاصطناعي الحالية
- الروبوتات تعمل بلا توقف وبكلفة أقل، لكنها ما زالت بعيدة عن مستوى عالم يستحق نوبل.
- تحتاج إلى “ذكاء أعلى” لفهم الصورة العلمية الكاملة.
- الأستاذة إنغا سترومكي تؤكد أن الآلات لن تستبدل التقاليد العلمية قريبًا، رغم تأثيرها المتزايد.
4. مثال بارز: “ألفافولد”
- نظام طورته ديب مايند قادر على التنبؤ بالهيكل ثلاثي الأبعاد للبروتينات.
- أنجز ما لم يستطع البشر إنجازه، لكنه لا يفسّر سبب صحة نتائجه (محدودية الشرح).
- رغم أهميته، لم يضف جديدًا مباشرًا لعلم الأحياء الدقيقة، لكنه مهّد الطريق لتطبيقات ضخمة.
5. نحو نوبل مستقبلية بمساعدة الذكاء الاصطناعي
- حصل مطورو “ألفافولد” على جوائز مهمة مثل لاسكر 2023.
- تُرجَّح أسماؤهم للفوز بنوبل مستقبلًا، لكن جوائز نوبل عادة تُمنح بعد عقود من الإنجاز.
- يتوقع الخبراء أن العقد المقبل سيشهد علماء يفوزون بنوبل بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي بشكل جوهري.
الذكاء الاصطناعي لا يزال بعيدًا عن أن يصبح “عالِمًا” كاملًا يمكنه الظفر بجائزة نوبل بنفسه، لكنه أصبح جزءًا أساسيًا من البحث العلمي، ومن المرجح أن يلعب دورًا محوريًا في الاكتشافات التي ستُتوَّج بنوبل خلال السنوات القادمة