نقض الهدنة: يحدّثنا هذا القسم عن نقض قريش لصلح الحديبية، وما كان من ذلك من عبرٍ في الوفاء بالعهد، وأن الغدر سبيلُ الضعفاء، أما المؤمن فعهده دينه ووعده أمانته.
قصة حاطب بن أبي بلتعة: وفيها يظهر صدق الإيمان الذي لا يحجبه خطأ بشري، فقد زلّ حاطب، فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم لما علم أن قصده لم يكن خيانة، فكان في ذلك درس في العدل والرحمة.
موقف النبي من أبي سفيان: يرسم هذا الموقف لوحةً من السماحة والعفو، إذ أكرم النبيُّ صلى الله عليه وسلم خصمه القديم، وأمّنه في بيته، ليُعلّم الدنيا أن القلوب العظيمة لا تعرف الانتقام.
دخول مكة: دخلها النبي صلى الله عليه وسلم مطأطئ الرأس تواضعًا لله، بعد أن نصره على من آذاه، فطهّر البيت من الأصنام، وأعاد للكعبة قدسها، فكان الفتح نورًا بعد ظلمة.
خطبة الفتح وبيعة النساء: في خطبته يوم الفتح أقام العدل بين الناس، ودعا إلى طهارة القلوب من الجاهلية، ثم بايع النساء على الطهر والعفاف، فكانت بيعة على الإيمان قبل الأبدان.
نوع الفتح: ويختم القسم ببحثٍ في طبيعة هذا الفتح العظيم، أكان عنوة أم صلحًا، ليخلص إلى أنه فتحٌ رحيم لم يُسفك فيه دم، بل كان صلحًا بالقلوب قبل السيوف، وعدلًا يشرق في التاريخ.